تردي الوضع في بلليلا وجوارها الى تفاقم
سبعون طفلا يقضون في أزمة غذاء بالسودان
الفيضانات تعزل قرى كاملة في جنوب شرق السودان، وسوء التغذية والمرض يفتكان بالاطفال.
قالت منظمات تابعة للأمم المتحدة الخميس ان 69 طفلا على الأقل لاقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والمرض بعد ان جرفت الفيضانات المحاصيل في قرى منعزلة في جنوب شرق السودان خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت المنظمات ان الطرق المسدودة ونقص وسائل النقل الجوي يحولان دون وصول حصص الطوارئ الى بعض الأماكن في المنطقة.
ويخشى موظفو الإغاثة على مصير القرويين في منطقة الكرمك بولاية النيل الأزرق حيث عاد الالاف من اللاجئين السابقين الى منازلهم في الشهور القلائل الأخيرة بعد سنوات قضوها في المنفى عبر الحدود في اثيوبيا. وقالت المنظمات ان بعض القرى النائية لا يستطيع موظفو الاغاثة الوصول اليها وانها مهددة بشكل اكبر.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان القرويين في المنطقة استنفدوا أغذية طوارئ تكفي لستة اشهر اعطيت لهم عندما وصلوا الى بلليلا وقرى مجاورة في أوائل العام الحالي.
وقالت متحدثة باسم المفوضية "توجد أزمة أغذية الآن. وكان المحصول سيئا وارتفعت اسعار الاغذية في السوق ارتفاعا شديدا. وجرف الفيضان البذور التي كانت في الحقول".
وقال برنامج الاغذية العالمي ان لديه أغذية طوارئ تكفي لشهر واحد لهذه المنطقة لكن الفيضان أغلق الطرق ولم يحصل البرنامج على وسيلة للنقل الجوي لتوصيل المعونات.
وكان القرويون الذين فروا هربا من أكثر من عقدين من الحرب بين الشمال والجنوب في السودان يعودون ببطء الى المنطقة بعد اتفاق السلام لعام 2005 لكن لم تشهد المنطقة أي تنمية تذكر في السنوات الثلاث التي مضت.
وقال تقرير لبعثة الأمم المتحدة في السودان ان منظمة الصحة العالمية أرسلت فريقا الى بلليلا في الشهر الحالي لانشاء عيادة صحية وتقييم الموقف.
وقال تقرير الامم المتحدة "النتائج مثيرة للقلق. واستنفد العائدون حصصهم من الأغذية التي كانت تكفي لستة أشهر منذ بضعة شهور وليس لديهم أغذية كافية منذ ذلك الوقت".
وقال التقرير ان 48 طفلا لاقوا حتفهم في قرية جندي و21 آخرين في بورفا في شهري اغسطس/اب وسبتمبر/ايلول واعمارهم تتراوح بين عام واحد وستة أعوام. وتوفوا بسبب سوء التغذية والإصابة بالاسهال والملاريا.
وقال التقرير ان نصف سكان القرى وعددهم 1200 تقريبا يحتاجون الى علاج طبي وهو وضع من المرجح ان يكون مماثلا لما في المناطق الأخرى النائية من الكرمك.
وتعرض السودان الذي يمر حاليا بمنتصف موسم الامطار السنوي لسلسلة من الفيضانات والسيول في الأسابيع الأخيرة لكن مفوضية اللاجئين قالت ان الاحتياجات ماسة بشكل خاص
الناشر tito